معهد تكنولوجيا الخرسانة البريطاني ينشر كتاب تدوير المخلفات الانشائية
يسعى فريق البحث العلمي بوزارة البيئة والتغيّر المناخي إلى تقديم الكتاب ليكون مرجع عالمي في مجال تدوير المخلفات الإنشائية
نشر معهد تكنولوجيا الخرسانة بالمملكة المتحدة The institute of concrete technology-UK في موقعه الإلكتروني يوم الأربعاء الموافق 7 سبتمبر 2022 الكتاب العلمي بعنوان: استخدام الأحجار المعاد تدويرها في الانشاءات” Implementation of Recycled Aggregate in Construction “، من تأليف الدكتور المهندس محمد بن سيف الكواري رئيس فريق البحث العلمي بوزارة البيئة والتغيّر المناخي والخبير البيئي والمستشار الهندسي، الباحث في علوم الأرض والمناخ، والدكتور خالد حسن المدير العام لمركز أبحاث البنية التحتية بواحة العلوم والتكنلوجيا – قطر، والدكتور ميري ريد Dr Murray Reid الخبير والاستشاري العالمي في مجال الجيولوجيا والهندسة – المملكة المتحدة، بريطانيا، وقد طلب المعهد تقديم ونشر هذا الكتاب في موقعه الالكتروني لتستفيد منه المنظمات الفنية المعنية بالإنشاءات والبيئة في المملكة المتحدة، وذلك بعد الاطلاع على الدراسات العلمية والاختبارات الفنية الأكاديمية والعملية التي انتهجها فريق البحث العلمي وامتدت لسنوات طويلة. كما اقترح المعهد إقامة ندوات فنية وورش عمل لمناقشة النظريات والنتائج العلمية التي توصل لها الباحثين، سيما وأنها أثبتت نجاحات كبيرة بعد فترة من الزمن تجاوزت سبع سنوات من بدء التجارب على طرق و منشآت خرسانية تم تنفيذها على أرض الواقع، مما سوف يكون له الأثر الإيجابي على المواصفات والأدلة الفنية للأحجار المعاد تدويرها.
من هذا المنطلق وافقت الوزارة على طلب المعهد بنشر الكتاب في موقعه الإلكتروني، وذلك لتعم الفائدة والمعرفة جميع المهندسين والمهتمين بالشأن البيئي والهندسي. لذلك اتفق فريق البحث العلمي بوزارة البيئة والتغيّر المناخي والإدارة العامة في المعهد البريطاني على تنظيم أول ندوة علمية مفتوحة في يوم الخميس الموافق 13 أكتوبر 2022، لمناقشة المواصفات والاشتراطات والمعايير الفنية والأدلة العلمية والتجارب المختبرية والميدانية التي يتضمنها الكتاب، حيث من المتوقع مشاركة العديد من الخبراء والاستشاريين والعلماء والمهتمين بعلوم التدوير وخاصة في المجال الإنشائي في المملكة المتحدة وبعض العلماء من أوروبا وامريكا بالإضافة إلى الخبراء والاستشاريين والمهندسين المنتسبين بمعهد تكنولوجيا الخرسانة بالمملكة المتحدة، حيث يسعى فريق البحث العلمي إلى تقديم الكتاب ليكون مرجع عالمي في مجال تدوير المخلفات الإنشائية.
لقد بدأت فكرة مشروع البحث العلمي المذكور في عام 2007، ثم بدأ العمل فعلياً في البحث في عام 2010، كما وضع فريق البحث العلمي خريطة طريق Road map وخطة شاملة واستراتيجية علمية وفنية متطورة ومستدامة، لإدارة ومعالجة المخلفات الصلبة التي تضر بالبيئة القطرية والمتعلقة بالمواد الهندسية والإنشاءات، وقد شملت هذه الخطة وضع اشتراطات ومعايير ومواصفات علمية مبنية على تجارب عالمية لمعالجة المخلفات الإنشائية بمنطقة روضة راشد والتي تقدر ب45 مليون طن واستخدامها في المباني والطرق وصناعة المواد الإنشائية.
ويعد هذا البحث العلمي جزءاً من مشروع بحثي كبير تم تمويله والإشراف عليه عن طريق الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر QNRF بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة (أشغال)، وذلك عن “تطبيق إعادة تدوير المخلفات الصلبة في البناء والطرق والبنية التحتية”، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة 2018 – 2022، وذلك باستخدام أحدث الأساليب في البناء الأخضر وحماية البيئة من التلوث وبالتالي المساهمة في رفع معايير جودة الهواء.
وعرض البحث بنجاح أداء مباني خرسانية اختبارية تم إنشاؤها من مواد معاد تدويرها بعد تعرضها لظروف مناخية وأحمال لمدة 7 سنوات في قطر. استخدم فريق البحث العلمي المواد المعاد تدويرها من مخلفات الحفر والهدم والمخلفات الإنشائية تقريباً بنسبة تصل إلى 50٪ من حجم أحجار الجابرو المستوردة في الخرسانات الإنشائية وغير الإنشائية. وقد أثبتت النتائج أداءً جيدًا للمواد المعاد تدويرها، مع عدم وجود اختلافات في أداء وقابلية التشغيل مقارنة بالمواد الأولية، مع انخفاض التكلفة التقديرية وثبات في القوة والمتانة والجودة. كما تساهم هذه النتائج في دعم استراتيجية الدولة في استخدام أوسع للمواد المعاد تدويرها في مشاريع المباني والطرق والبنية التحتية والتقليل من استيراد المواد الأولية من الخارج
كما أكد الدكتور المهندس محمد سيف الكواري رئيس فريق البحث العلمي بالوزارة على أهمية إعادة تدوير مواد الهدم والبناء وفي دعم جهود التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد والحفاظ على البيئة. وقال إن اعادة تدوير الأحجار من المخلفات الإنشائية توفّر على قطر 50% من سعر الاستيراد، كما تقلل من الانبعاثات الكربونية بنسبة 86% وهو ما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغيّر المناخي وبالأخص المحور الأول: انبعاثات غازات الدفيئة وجودة الهواء، والذي ينص على ” خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25% مقابل الوضع الاعتيادي بحلول عام 2030″ ، بالإضافة إلى ذلك فأنها تخلّص البيئة من الغبار العالق في الجو بسبب تراكم هذه المخلفات الإنشائية، وتمنع تكاثر الحشرات والقوارض المضرة بالبيئة والإنسان وتحمي من تجريف الأراضي البكر، حيث توجد الآن كميات كبيرة من المخلفات الانشائية جاهزة لاستغلالها من قبل مقاولين لتحويلها إلى أحجار ورمال وأعمال دفان، انطلاقا من المواصفة القياسية القطرية التي تم اعتمادها بقرار وزاري، وقد اعتمدت هيئة التقييس الخليجية المواصفة القياسية القطرية كمواصفة قياسية خليجية لتطبيقها في دول المجلس.
الموقع الإلكتروني على وزارة البيئة والتغيّر المناخي
Recycling-Implementation-Book-December-2021.pdf (mecc.gov.qa)
الموقع الإلكتروني على معهد تكنولوجيا الخرسانة بالمملكة المتحدة
