Skip links

ملتقى الحياة الفطرية النباتية بعنوان : الغطاء النباتي البري في قطر… تحديات وطموحات

نظمت وزارة البيئة والتغيّر المناخي، ملتقى الحياة الفطرية النباتية تحت شعار “البر القطري.. إرثنا المستدام فلنحافظ عليه”، تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد آل ثاني، وزير البيئة والتغيّر المناخي، وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء والأكاديميين والمهتمين بالحياة الفطرية، بالمؤسسة العامة للحي الثقافي الحي “كتارا”.

 

هدف الملتقى إلى نشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع من خلال تبادل الخبرات، وعرض التجارب والأفكار والمعلومات، والخروج برؤى مشتركة فاعلة قابلة للتطبيق لخدمة الأهداف العامة، وكذلك الاستفادة من خبرات الرواد والمهتمين والمتطوعين في مجالات البيئة، وتبادل الرؤى والمشورة العلمية والعملية في عرض ومناقشة بعض الأمور والقضايا التي تخدم أهداف البيئة وتعزز وتحافظ على البر القطري.

 

وركز الملتقى على عدة محاور، منها: حماية الحياة الفطرية النباتية في قطر والمحافظة على الغطاء النباتي، ومواجهة التحديات المتمثلة في تدهور الروض والاحتطاب الجائر والرعي الجائر، كما تناول المشاركون بالملتقى دور وسائل الاعلام المختلفة في التوعية والتثقيف للمحافظة على البر القطري وحماية النباتات والأشجار البرية، وخاصة المعرض منها للانقراض.

 

وفي كلمته الافتتاحية أوضح الدكتور إبراهيم بن عبداللطيف المسلماني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الحماية والحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة المنتديات التي تنظمها الوزارة تحت عنوان إرثنا المستدام فلنحافظ عليه” بهدف تسليط الضوء على التحديات والمعوقات التي تواجه تنمية الحياة الفطرية بالدولة مؤكدا أن من أهم أولويات دولة قطر ممثلة بوزارة البيئة والتغير المناخي الحفاظ على بيئة نظيفة وسليمة للأجيال المقبلة من خلال حماية النباتات الطبيعية والعمل على تطوير أماكن تواجدها وخاصة في الروض، وأن الوزارة وضعت خطة لتأهيل أكبر عدد من الروض وفق أسس علمية ومعايير محددة تضمن استعادة البر القطري لحيويته وتوازنه الطبيعي.

بدوره أكد الدكتور محمد سيف الكواري رئيس الملتقى، أن الغطاء النباتي البري في قطر يواجه عدة تحديات منها تدهور الروض والاحتطاب والرعي الجائر وغيرها، وأن الممارسات البشرية الخاطئة مثل تجريف التربة وإبطاء دورة نمو الأعشاب والأشجار البرية تؤثر على جمال الطبيعة، وتدّمر النباتات والأشجار النادرة دون مراعاة لأن تكون هذه الأشجار معرضة للانقراض من عدمه.

 

وأوضح أن الاحتطاب الجائر قد يؤدي إلى حدوث خلل بيئي نتيجة فقدانه لأهم عنصر يعمل على تجديد الأكسجين في الهواء، وقد يتسبب في ضعف معدّل نمو النبات وعدم تعويض الأشجار التي فُقدت مسبقًا، بالإضافة إلى تهديده الكبير للحياة البرية، وخطورته على الحيوانات والطيور التي تهاجر إلى أماكن أخرى بها ظروف بيئية وطبيعية أحسن، لافتا في الوقت ذاته إلى أن خطورة الرعي الجائر، تتمثل في انخفاض إنتاجية المراعي الطبيعية، وقلة تنوع الغطاء النباتي، بالإضافة إلى انجراف التربة، وانخفاض المخزون البذري بها.

 

في الإطار ذاته أكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة أن التحديات التي تواجه الدولة في محافظتها على الغطاء النباتي تتمثل في محدودية الأراضي الصالحة للإنبات وقلة الأمطار، وتباعد مواسمها، وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية، والتوسع العمراني، خاصة على حساب المناطق الصالحة للإنبات، وقلة الوعي بأماكن ومواعيد الاحتطاب والرعي والاشتراطات القيمية للتخييم المنضبط.

 

وأضاف الدكتور الحجري أن الدولة تقوم بجهود كبيرة للتغلب على هذه التحديات من خلال عمل المسوحات والرصد العلمي وصولا لقاعدة بيانات شاملة ومتكاملة ومتاحة للباحثين والخبراء وذوي الاختصاص مع سن التشريعات الحمائية، وتنفيذ المبادرات المتنوعة لتعزيز الوعي المجتمعي، وتشجيع المزارعين وأصحاب المشاتل على التشجير، وزراعة الأشجار المحلية كمصدات للرياح، وحثهم على الاهتمام بنباتات البيئة القطرية، مشددا على ضرورة حث الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص على استزراع نباتات البيئة القطرية بغرض التجميل ودعم البستنة، وتشجيع القطاع الصناعي على الاستفادة من نباتات قطر ذات البعد الاقتصادي كالعطرية والطبية.

 

واستعرض دور برنامج لكل ربيع زهرة في دعم الغطاء النباتي بالدولة وتوعية النشء بضرورة التفاعل الإيجابي والقيمي مع الطبيعة التي يعيش فيها مشيرا على أن البرنامج ساهم في زراعة غابات القرم في منطقة راس مطبخ بمشاركة جميع فئات المجتمع والجاليات التي تعيش في الدولة ما أسفر عن توفير الغذاء للطيور والأسماك والإسهام في تلطيف الجو هناك وأنشأ في تربية أجيال من الشباب الذين يقدرون الطبيعة ويحترمون عناصرها.

 

من جانبه تحدث الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة الداعية الإسلامي عن أهمية المحافظة على النباتات في الشريعة الإسلامية مؤكدا أن البيئة عنصر أساسي في حياة الإنسان وأن القرآن الكريم والسنة النبوية  أكد في مواضع عديدة على أهمية المحافظة عليها وحمايتها وأن إكثار الغطاء النباتي ينال الإنسان عليه عظيم الثواب وأن قطع الأشجار والنبات بلا هدف يعرض صاحبه للذنب العظيم فالبيئة تعد من الأمانات التي استودعها الله لدى الإنسان ويجب الحفاظ عليها.

 

بدوره تحدث الإعلامي الدكتور عبد الله فرج المرزوقي عن دور الإعلام في التوعية بالمحافظة على البيئة وتهيئة المناخ المجتمعي للقيام بدوره في حماية الحياة الفطرية مشددا على أهمية الإعلام البيئية وضرورة توفي وإعداد جيل من الإعلاميين للتعامل مع مختلف القضايا البيئية مع تضافر جميع الجهود لتربية وتنئشئة جيل جديد من الشباب لتوعية المجتمع بأهمية البيئة والمحافظة على مكوناتها وبأهمية سن القوانين والتشريعات التي تحفظ مكوناتها.

 

من جهة أخرى لفت الدكتور أحمد محمد القضاة من جامعة قطر إلى أهم التحديات التي تواجه الدراسات والبحوث العلمية في مجال البيئة منها طبيعة البيئة القطرية من ناحية التربة والحرارة والرطوبة والمياه والتغير المناخي مشيرا إلى أن الروض بما تضمه من تنوع بيولوجي تعد كنزا بيولوجيا يمكن الاستثمار فيها.

 

وأكد أن التركيز على النباتات القطرية أهم كثيرا وأكثر فائدة من إجراء الأبحاث والدراسات لتوطين نباتات جديدة على البيئة المحلية مشيدا بالتعاون الكبير بين مراكز الدراسات والأبحاث ووزارة البيئة والتغير المناخي والجهات ذات الاختصاصات البيئية لما فيه المحافظة على الحياة الفطرية والبيئة النباتية في الدولة.

 

في السياق ذاته استعرض السيد علي صالح المري من وزارة البيئة والتغير المناخي عددا من القوانين والقرارات التي أصدرتها الدولة والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمناخ والاستدامة التي وقعتها بهدف الحفاظ على البيئة بما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا المجال، كما نوه إلى البدء في مشروع إعادة تأهيل البر القطري وتكوين فريق لمسح الغطاء النباتي في الدولة بالتعاون مع عدد من الجامعات والوزارات والهيئات ذات الصلة، مؤكدا أن جهود الوزارة مستمرة في دعم وتشجيع جميع المبادرات التي تسهم في المحافظة على الطبيعة القطرية.

 

وفي نهاية الملتقى أكدت مداخلات المشاركين على أهمية التنوع الإحيائي في البيئة مثمنين دور وزارة البيئة والتغير المناخي في حماية الروض والغطاء النباتي والحيوانات والزواحف والطيور البرية، وحملات تنظيف الشواطئ وقاع البحر وزراعة البر والتشجير والتوعية، ودعم المبادرات التي يتم إطلاقها للحفاظ على البيئة وتشجيع الزراعات المنزلية التجميلية والإنتاجية.