Skip links

انطلاق منتدى قطر للحفاظ على قرش الحوت اليوم ..الذي تنظمه وزارة البيئة والتغير المناخي

انطلقت، صباح اليوم، أعمال منتدى قطر للحفاظ على قرش الحوت 2023، والذي تنظمه وزارة البيئة والتغير المناخي، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ويستمر خلال الفترة من 22 إلى 23 مايو الجاري، بمركز أبحاث الأحياء المائية بمنطقة رأس مطبخ شمال قطر.

شهد المنتدى في يومه الأول عقد 3 جلسات رئيسية، تخللها تقديم 18 ورقة بحثية، بمشاركة أكثر من 11 خبيراً وباحثاً محلياً وإقليمياً ودولياً، استعرضت تلك الأوراق عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالحفاظ على قرش الحوت، والعوامل المؤثرة على حياته وبعض المخاطر التي يواجهها، ودراسات لمسارات هجرته في البحار والمحيطات، كما شملت الأبحاث التي تم عرضها التقنيات الحديثة المستخدمة في تتبع مساراته.

وفي كلمته أثناء افتتاح المنتدى، أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، على أن تنظيم المنتدى إنما جاء انطلاقاً من مسؤوليات الوزارة مع المجتمع الدولي في حماية البيئة، واستكمالاً لدور الدولة الفاعل في الحفاظ على البيئة البحرية، وما تحتويه من تنوع حيوي هام، لافتاً إلى سعي وزارة البيئة والتغير المناخي لانعقاد المنتدى بشكل دوري بالتنسيق مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية. وأشار سعادته إلى أن الحفاظ على الأحياء البحرية بكل أنواعها والعمل على حمايتها، يلعب دورًا بارزاً في حفظ التوازن البيئي في البحار والمحيطات، مما ينعكس أثره الإيجابي على جميع سكان الأرض.

كما استعرض سعادته رؤية الدولة خلال السنوات الماضية، وقال: “قمنا بإطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي 2030، كما عملنا على إعداد خطة العمل الوطنية القطرية للمحافظة على الموارد البحرية وإدارتها، وإعداد خرائط المناطق الساحلية وخرائط الموائل القاعية ذات الأهمية البيئية، كذلك تحديث وإصدار التشريعات والقوانين التي تحمي البيئة البحرية وتجرم الإضرار بالتنوع الحيوي بها، هذا بخلاف العمل على زيادة مساحة المحميات البحرية إلى 30% من المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة قطر.

وأوضح سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، أنه وفي إطار حرص دولة قطر على تحقيق رؤيتها الوطنية 2030، خاصة وفيما يتعلق بالركيزة الرابعة المعنية بالتنمية البيئية، قامت الوزارة بإجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بالتنوع البيولوجي، ومن بين تلك الدراسات، الدراسة التي تم إجراؤها منذ عام 2010، والتي شملت مناطق قرش الحوت، وذلك بإشراف كوكبة من العلماء والمختصين، حيث وثقت التواجد المكثّف لأسماك قرش الحوت في قطر، وكشفت عن ان المياه الإقليمية القطرية تشهد أحد أكبر تجمعات تلك الأسماك، وتحديداً في حقل الشاهين بالمنطقة الشمالية الشرقية من مياه الدولة.

وبين سعادته أن متوسط أعدادها وحسب أهم الإحصائيات، وصل إلى حوالي 600 قرش حوت، مشيراً إلى أنه لم يتم توثيق رقم أعلى في أي مكان آخر من العالم، هذا بالإضافة الى معلومات عن أنماط حياة هذا الكائن، والبيئة المحيطة به، ما وفر البنية التحتية المهمة لوضع خطط حمايته والحفاظ على حياته داخل المياه الإقليمية القطرية.

ولفت سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، إلى أهمية انعقاد مثل هذه المنتديات الاقليمية، والتي تعد منبرا للتشاور بين الشركاء الإقليميين والدوليين لإبراز الجهود الدولية المبذولة لحماية التنوع الحيوي البحري من أجل نقل المعرفة وتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر من خلال الجلسات النقاشية والأوراق البحثية المقدمة، لافتاً إلى أن هذا المنتدى يدعم عمليات تنسيق الجهود بين الشركاء، مما يسهم في وضع رؤية مشتركة عن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه هذا النوع النادر من الحيتان.
وأشار إلى أهمية العمل المشترك لوضع الحلول والتوصيات واتخاذ القرارات الملائمة لحماية هذه الأنواع من المخاطر والتحديات، وصولاً لتحقيق ما يصبو إليه الجميع للمحافظة على أسماك قرش الحوت كونها إحدى الحيوانات الفطرية الهامة.

وأوضح سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، أنه يوجد دراسة لتأسيس وإنشاء مكتب إقليمي لقرش الحوت في دولة قطر، وذلك ضمن جهود دولة قطر التي تبذلها للحفاظ على قرش الحوت، واستكمالاً لجهود الوزارة التي تقوم بها منذ سنوات لحفظ التنوع الحيوي البحري بدولة قطر .وبما يساهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية هذه الأسماك، ووضعها في خارطة طريق طموحة ذات معالم واضحة تعزز جهود الاستدامة بين جميع الجهود الإقليمية لحفظ وحماية الكائنات الحية المتواجدة بمياهنا الإقليمية.

كما تقدم سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، في ختام كلمته، بالشكر لكل الجهات والشركاء والداعمين لهذا المنتدى، ذاكراً مكتب اليونسكو وجامعة الشريك الاستراتيجي، وجامعة قطر، والخطوط الجوية القطرية، وشركة شاطئ البحر لإعادة التدوير والاستدامة وكافة المشاركين، متمنياً أن يُعقد هذا المنتدى الإقليمي بصفة سنوية، لتوحيد الجهود والعمل المشترك، وبناء استراتيجية فعالة للحفاظ على أسماك قرش الحوت في المنطقة.

من جانبها أكدت السيدة فريدة عبودان أخصائية برامج التعليم في مكتب اليونسكو بدول الخليج واليمن، أن تزامن المنتدى مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، يعدّ تذكيراً بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، وبما يضمن أسماك قرش الحوت.
وأشارت خلال كلمتها في افتتاح المنتدى، إلى أن أسماك قرش الحوت تحتل مكانةً هامةً في عالمنا الطبيعي، وذلك بسبب خصائصها الفريدة، محذرة من التحديات التي تهدد بقاءها، مثل تدمير وإتلاف موائلها الهامة، وتأثير تغير المناخ على النظام البيئي البحري، وتأثير التلوث المتمثل في النفايات البلاستيكية والجريان السطحي الكيميائي والانسكابات النفطية.

وأشارت السيدة فريدة عبودان إلى أن نقص الوعي بأهمية أسماك قرش الحوت يعتبر من التهديدات التي تعرقل الجهود الرامية للحفاظ عليه، لافتة إلى انخراط اليونسكو في مناقشات مثمرة مع وزارة البيئة والتغير المناخي، وذلك بهدف بناء شراكة قوية من أجل مواجهة التحديات بشكل فعال، كما يهدف هذا التعاون إلى تعزيز جهود الحماية والمحافظة على أسماك قرش الحوت، وضمان بقائها على المدى البعيد والحفاظ على أنظمتها البيئية الحيوية.

وأوضحت أن الجهود المشتركة تتضمن البحث والتعاون العلمي وبناء القدرات وكذلك التعليم والتوعية العامة، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية لليونسكو، وأهمية دعم مبادرات قطر الرامية لحماية إرثها الطبيعي وتعزيز الممارسات المستدامة.، ضاربة المثال ببرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB)، وبرامج التراث العالمي البحري التابعة لليونسكو، التي تقدّم دعمًا كبيرًا للحفاظ على الأحياء البحرية وموائلها الهشة.وبينت أخصائية برامج التعليم باليونسكو أن المبادرة المشتركة بين اليونسكو ووزارة البيئة والتغيّر المناخي تتماشى تمامًا مع عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030) ، المعروف أيضًا باسم عقد المحيط، حيث يهدف عقد المحيط إلى تعزيز وتطوير العلم الضروري لفهم محيطاتنا ومواردها وحمايتها وإدارتها على نحو مستدام.

وشددت خلال كلمتها على أهمية بناء القدرات والتعليم في تعزيز الممارسات المستدامة، لافتة إلى أن تلك البرامج تعزز مهارات ومعارف أصحاب المصلحة، كي يتسنّى لهم تبنّي ممارسات السياحة المسؤولة وأساليب الصيد المستدامة ، مما يضمن صحة أسماك قرش الحوت وموائلها على المدى البعيد. وأشارت إلى أن الشراكة بين اليونسكو ووزارة البيئة والتغيّر المناخي، تمثّل منبراً قويّاً لتبادل المعرفة، ومشاركة أفضل الممارسات ونتائج البحوث واستراتيجيات الحماية مع البلدان المجاورة وفي الخارج.

ولفتت السيدة فريدة عبودان إلى ترابط النظم البيئية الموجودة بمسارات الحيتان أثناء تنقلها، بما في ذلك مناطق التغذية ومناطق التكاثر وممرات الهجرة، مؤكدة على أن أي تهديدات لهذه الموائل في موقع واحد، يمكن أن يكون لها آثار على بقائها والحفاظ عليها على المدى البعيد، لذا فإن من الضروري تبنّي نهج تعاوني يتجاوز الحدود الوطنية.

وفي ختام كلمتها، أكدت أخصائية برامج التعليم، على تقدير اليونسكو للمناقشات القائمة مع وزارة البيئة والتغيّر المناخي، لافتة إلى التزام المنظمة بالعمل من أجل حماية الإرث الطبيعي الرائع لدولة قطر، والتطلع إلى النتائج الإيجابية بناء على هذه الشراكة.

وفي نهاية الحفل قام سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي بتكريم الجهات المشاركة والرعاة، حيث شمل التكريم ممثل مكتب اليونسكو الشريك الاستراتيجي، والخطوط الجوية القطرية الراعي الرسمي، وشركة شاطئ البحر لإعادة التدوير والاستدامة الراعي البرونزي، كذلك المهندس عزام المناعي مصور وهاوي للحياة البرية، والذي شارك بلوحاته لاقامة معرض على هامش المنتدى .

يتناول منتدى قرش الحوت عدة محاور، أبرزها: مناقشة سبل المحافظة على أسماك قرش الحوت، وتنميتها في جميع الدول المشاركة، التعرف على أهم التحديات التي تواجه هذه الأسماك المهددة بالانقراض بشكل عام، لتحديد أفضل الطرق للتغلب عليها.

كما يهدف المنتدى إلى جمع أصحاب المصلحة تحت سقف واحد لمناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بأسماك قرش الحوت، والعمل على زيادة الوعي بأهمية حماية أسماك قرش الحوت، وتعزيز التعاون والشراكات بين المشاركين، كذلك مناقشة سبل تطوير استراتيجية إقليمية للحفاظ على أسماك قرش الحوت.