Skip links

في كلمة له أمام مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه.. سعادة وزير البيئة: قطر تسعى لإرساء خطة استباقية لضمان المحافظة على المياه

أكد سعادة الشيخ د. فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، على موقف دولة قطر الذي يمنح الأولوية القصوى لمسألة المياه، ويهدف إلى إرساء خطّة استباقية لضمان توفير المياه والمحافظة عليها على المدى الطويل، مشيراً إلى ما قامت به الدولة بمواءمة أهداف وغايات خطة التنمية المستدامة لعام 2030 مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية للدولة، لتحقيق معظم مؤشرات الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، والمتعلّق بضمان وصول المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحّي للجميع وضمان إدارتها بشكل مستدام.

جاء ذلك خلال كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادته أمام مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه الذي يعقد خلال الفترة من 22 إلى 24 مارس الجاري 2023 بمدينة نيويورك الأمريكية.

واستعرض سعادته في كلمته إنجازات دولة قطر في مجال تحلية المياه وقال :” تتبع دولة قطر أفضل الأساليب التكنولوجية الحديثة في محطات تحلية المياه، حيث تقوم بإنتاج 35 % من المياه المحلاة بتقنية التناضح العكسي مما ساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الطاقة، كما أن إجمالي إنتاج محطات تحلية المياه بلغ 538 مليون جالون يومياً، كما بلغ إجمالي الطلب على المياه 400 مليون جالون يومياً، مضيفاً أن من ضمن سياسة دولة قطر توفير سعة إنتاجية احتياطية لا تقل عن 10% وذلك لضمان تغطية الطلب المتزايد على المياه للسنوات القادمة، هذا بالإضافة إلى اتباع أفضل الممارسات العالمية في التشغيل والاستخدام الأمثل للمياه.

وعن إعادة تدوير المياه، فقد أشار سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، إلى أن دولة قطر تتبع أفضل الأساليب التكنولوجية العالمية في المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي، حيث يتم استخدام 80% من المياه المعالجة في مجالات مختلفة مثل الري والزراعة والتبريد وغيرها، كما أن هناك خطط لمعالجة وإعادة تدوير المياه السطحية الجوفية الضحلة، ومياه الصرف الصناعي للاستفادة منها في الزراعة والري (بالإضافة إلى المياه المعالجة)، لافتاً إلى أن قطر تسعى لمعالجة 50 % من تلك المياه بحلول عام 2027.

وذكر سعادته خلال كلمته، أن قطر تقوم الفترة الحالية بعدد من المشاريع والبحوث للتوصّل إلى المزيد من الحلول لمواجهة التحدّيات المتعلقة بالمياه، ومنها ظاهرة نفوق الأسماك بسبب ارتفاع نسبة ملوحة مياه البحر، وذلك نتيجة التخلّص من المحلول الملحي الناتج عن محطات تحلية المياه في البحر، مشدداً على أهمية تلك القضية البيئية للدول المطلّة على الخليج والتي تعتمد بنسبة كبيرة على تحلية المياه .

وعن الآثار الكارثية الناجمة عن التصحر، لفت سعادة وزير البيئة والتغير المناخي إلى إطلاق حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مبادرة لإنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة الذي يُعَدُّ أحد الآليات الدولية الهادِفة لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي والجدير بالذكر بأن قطر تستضيف معرض اكسبو الدولي لهذا العالم تحت شعار “صحراء خضراء، بيئة أفضل” بمشاركة العديد من الدول لاستعراض اهم الآليات والتكنلوجيا التي تسهم في مكافحة

ونوه سعادته بوفاء دولة قطر بالتزاماتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، وذلك من خلال عضويتها الفاعلة بمجموعة أصدقاء المياه، وانضمامها للجنة التوجيهية الدولية للمؤتمر الدولي الأول الرفيع المستوى بشأن العقد الدولي للعمل “الماء من أجل التنمية المستدامة” الذي عقد في طاجيكستان في عام 2018.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في مرحلة فاصلة، تميّزت بارتفاع الأصوات المنادية لإنقاذ الوضع البيئي، خاصةً وأنَّ المياه تُعدُّ في صلب التحديات التي يواجهها العالم الفترة الحالية، منها على سبيل المثال تلك المتصلة بموجات الجفاف، والأزمات الغذائية، والأزمة المناخية وغيرها.

وأكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني كلمته، على تطلع دولة قطر أن يتمكّن هذا المؤتمر من توحيد الجهود الدولية، والاتفاق على اتخاذ القرارات الحاسمة، مما سيساهم في إنهاء معاناة العالم فيما يتعلق بعنصر الحياة الأول ألا وهو المياه.

وفي ختام كلمته جدد سعادة وزير البيئة والتغير المناخي الثناء والتضامن مع كل الجهود التي تطمح لتوحيد إجراءات الدول في مجال المياه، مؤكداً على تفائله بنجاح الاجتماع في حشد الإرادة السياسية لمواجهة تحديّات المياه العالمية بطريقة شاملة ومبنية على الأفعال.